عرض المقال
من الذى انتهك حرمة المسجد؟
2013-08-18 الأحد
كما كتب المفكر الليبى الراحل «الصادق النيهوم» منذ عدة سنوات متسائلاً: «من الذى سرق الجامع؟»، من حقنا أن نتساءل اليوم: «من الذى انتهك حرمة المسجد؟»، اللغط الذى يثيره الإخوان بماكينة الكذب الجهنمية المعتادة منهم عن انتهاك الشرطة والجيش لحرمة المساجد وكأننا نستعيد أجواء دخول الحملة الفرنسية إلى صحن الأزهر بسنابك الخيل التى كانوا يحفظونها لنا فى الإعدادية كدليل دامغ على إهانة الأزهر وخدش قدسية الدين وانتهاك حرمة المساجد.الإخوان يولولون فى مسجد الفتح ها هو الجيش.. ها هى الشرطة تنتهك حرمة بيت الله، لماذا يا إخواننا المتأسلمين؟ تبحث عن السبب تجد أنهم يولولون للجزيرة بهواتفهم النقالة وهم قد حولوا المسجد إلى خرابة من الداخل، يصرخون لأن الشرطة تحاصر -مجرد محاصرة- المسجد المحتمى بداخله الإرهابيون. والغريب والمدهش أن مهمة الشرطة الأساسية صارت بعد فض الاعتصام هى حماية الإخوان من الفتك بهم من أهالى المنطقة الذين فقدوا الرزق والأمان بسبب الإخوان! إنهم يشتكون قسوة قلوب المحاصرين الذين يتجرأون على المسالمين العزل ممن يستخدمون المآذن كمنصات إطلاق رشاشات فقط، لم يفعلوا أكثر من ذلك، سلمية ما بعد ذلك سلمية، تلك المآذن التى صممت خصيصاً لترفع اسم الله صارت الآن ترفع صوت الكلاشينكوف! كان المفروض أن ترد الشرطة على الرشاش الآلى بتوزيع لبان تشكلتس على السلميين المعتصمين داخل جامع الفتح! إذن من الذى انتهك حرمة بيت الله فى جامع الفتح، الشرطة أم الإخوان؟ ومن قبله جامع «رابعة» الذى أحرقوه وأتلفوه قبل الرحيل لإخفاء أدلة جرائمهم البشعة ولتهريب أسلحتهم الإجرامية، المسجد يا سادة هو بيت الله ما دام احترمته واحترمت الغاية التى بنى من أجلها والهدف الذى أنشئ وأقيم له؛ الصلاة، ولكن إذا لم تحترم هذا الهدف وحولت المسجد إلى مخزن سلاح ومنصة إطلاق رصاص فأنت قد حولت المسجد إلى وكر إرهاب وشوهت مهمة الجامع وبدلتها فأصبحت مهمة حماية عصابة من البلطجية والتستر عليهم. وهذا ما جعل عاهل السعودية الملك خالد فى عام 1979 يأمر باقتحام أكثر المناطق قدسية لدى المسلمين وهى المسجد الحرام ويطلق فيها النار ويسيل فيها الدماء ويستعين بكوماندوز فرنسيين فى تنفيذ الاقتحام بعد فشل الحرس الوطنى السعودى فى فض اعتصام «جهيمان العتيبى»، بل ويمنع الصلاة بعدها 15 يوماً، ولم يقل أحد وقتها إنه انتهك حرمة أطهر الأماكن وأكثرها قداسة ومهابة وجلالاً، إنه كان يحافظ وقتها على القانون وهيبة الدولة والأهم صورة الإسلام التى شوهها مهووس ادعى أنه المهدى المنتظر كما يدعى الإخوان الآن أنهم الفرقة الناجية! الإخوان وأعوانهم من السلفيين المناصرين لهم والذين يسمون أنفسهم الجهاديين هم أول من انتهكوا حرمة المسجد عندما استخدموا منابره ودنسوها بالسياسة واستخدموها لتحقيق مكاسب انتخابية بداية من «غزوة الصناديق» حتى قداسة المرسى المنتظر وتكفير من لم ينتخبه! الإخوان لوثوا المساجد وانتهكوا حرماتها ومارسوا السمسرة بتأثيرهم على الناس. المسجد روح ووظيفة تضمهما جدران وتظللها أسقف، إذا خنت هذه الروح وأهدرت هذه الوظيفة تحول المسجد إلى مجرد جدران صماء وأسقف خرساء. تخزين السلاح فى مسجد هو تخزين للكراهية فى بيت السلام والسكينة، ولذلك نكرر السؤال عليكم يا متأسلمون: «من الذى انتهك حرمة المسجد؟».